تملكني شعور غريب لما اطلعت على تدوينة الوزير نجيب بوليف حول ما أطلق عليه “التطاول الأخلاقي لبعض مثقفينا وفنانينا على قيمنا المجتمعية ، بطريقة تشوه وتسيىء للفن والثقافة ”
من حق السيد الوزير المحترم كمواطن أن يدلي بدلوه وأن يتناول او يطرح مواضيع للنقاش ..من حقه أن يتحدث عن الفاحشة وخطايا المجتمع ….ولكن ليس من حقه من يستثني فئة دون اخرى وأن يتكلم فقط عن اشاعات او أحداث او وقائع سلبية تستثني الفنانين فقط سيما ان قضية سعد لمجرد لازالت معروضة أمام القضاء الفرنسي .
السيد بوليف حشر أنفه في ما جرى لسعد لمجرد وسعيد الصنهاجي معتبرا انها قضايا “تسيء المغرب كبلد “…وتحدث في تدوينته القريبة من الفتوى عن الفاحشة في المجتمع وختم بأن “لاثقافة ولافن دون أخلاق ” ، وهذا كلام جميل ..ولكن :
لماذا لم يتحدث لنا السيد المفتي-الوزير عن فاحشة عمر بن حماد وفاطمة النجار عضوا التوحيد والاصلاح أثناء ضبطهما يمارسان الجنس داخل سيارة ؟
أليس من حق السيد بوليف أن يحشر أنفه في فواحش قياديي بعض الأحزاب ؟
ما يبعث على الاستغراب ان السيد الوزير فضل التعميم و التركيز على الفنانين بدل ان يفيدنا ويتحدث لنا عن ما لم يتم انجازه من طرف الحكومة المنتهية ولايتها وعن حريرة الغنى الفاحش الذي وصل إليه بعض الوزراء وعن الفقر وألم الناس من الزيادات المتفاقمة وعن الهراوات التي تنزل على أضلع المتظاهرين المعطلين من ذوي الشهادات العليا ……
مع كامل الأسف سيدي الوزير المحترم ، ندين بشدة ما يحدث الان عندما يحاول بعض السياسيين لعب دور “الحلاج” الجديد واللعب بكل الأوراق والركوب على أتفه الاحداث لدرء الفساد والكوارث المخيفة التي ساهموا في صنعها لهذا الوطن .
التنظيمات السياسية والحزبية والاشخاص المنتمين اليها ظلت طيلة عقود تساهم في تكوين الوعي عبر قنوات الفنون والثقافة بدل الركوب على التفاهات وبصرف النظر عن الأهواء السياسية او الدينية او القناعات الاديولوجية .
اما اليوم لا يسعنا الا أن نأسف ونزيد في الأسف حين نجد أنه لازال بيننا مطبلون بالتناوب الممنوح يخلطون السياسة بالدين للمقايضة والظهور بشكل فاضح ومفضوح على حساب أخطاء فئة قليلة من الفنانين .
