حين تشرق الشمس بعد عتمة المطر، تشرق النفس أيضا. هناك رباط خفي بين احوال الطبيعة وأحوالنا. خمرة الدفئ والضياء تنحت في القلب زوايا الإلهام والإشراق والولع، كما حفيف الريح البارد وانفصاد المطر ولؤلؤ القطرات على أديم النبات. لا تستقيم النفس الا على حنو الطبيعة وأُوارها، ثم بردها وعنف الزمهرير وتطرف العناصر. يجتهد الانسان لفهم الحبل السري الذي يمتح منه غذاءه الروحي، تقف اللغة في نصف الطريق ويعجز التعبير عن دمج النفس في سياقها الابي المتعالي، فتنفجر عيون الإبداع والإحالات والرموز لتقريب المسافة بين اللغة الناقصة المنتهية في حدود الاكراه وفيض الهوى اللامتناهي في تفاصيل الطبيعة، وكلما كانت الجماعة متخلفة كانت لغتها أفقر وأعجز عن التقاط رسائل الكون، وانتشت فوضى الخرافة والشعوذة والغيبيات في محاولة للتفسير والفهم….وكل عام وأنتم بخير
امضاء ز. احمد