على الرغم من تشديد جلالة الملك في أكثر من مناسبة على تجديد النخب السياسية . وعلى الرغم من دعوة دستور 2011إلى الارتقاء بالسياسة الوطنية لتنخرط في مسار ديمقراطي حقيقي، يأبى غالبية “السياسيين” المغاربة الانخراط في هذا المسار الإصلاحي، ليستمروا في خلق قناعة جماعية لدى الرأي العام الوطني بمحدودية جل الأحزاب ومناضليها ،وعجزها عن كسب الرهانات المصيرية للمواطنين،كاشفين عن أطماعهم ، مشمّرين عن سواعدهم لكسب معركة الاستمرار ضمن مؤسسات السلطة، وعلى رأسها البرلمان و الحكومة، و قبلها الاستمرار في مراكز القرار بالأحزاب ،وإن لم يكن الاستمرار فالتوريث أصبح هو “الموضة” الجديدة أو الحيلة التي يلبسها أو يركبها السياسيون رغم انف المواطنين.
الانتخابات التشريعية للسابع من أكتوبر التي يفصلنا عنها أقل من ثلاثة أسابيع تؤكد هذه الحيلة التي يركبها الساسة المغاربة للاستمرار في السلطة التشريعية ( البرلمان) و منها الاستمرار بالسلطة التنفيذية (الحكومة)،أو زرع واحد من الأسرة و العائلة فيه هاتين السلطتين .. ولعل نموذج ولاية فاس يكشف مستور لعبة التوريث السياسي، و يؤكد مقولة “أنا وأخي ضد ابن عمي ( في السياسة) ، و أنا و أخي وابن عمي ضد القبيلة أو العشيرة كلها ..”،و ذلك كله من أجل المصلحة الخاصة للأسرة والعائلة و ضدا على مصلحة الوطن و المواطنين. ويكفي التذكير ،هاهنا ،بما جرى و يجري، في هذه الولاية الكبرى العاصمة العلمية للمملكة، حيث سابق عبد الإله بنكيران الزمن لجعل “قريبه” ادريس الأزمي الإدريسي على رأس لائحة دائرة فاس الجنوبية، فيما صارع حميد شباط لوضع ابنه الأكبر نوفل شباط في أول المراتب للائحة الوطنية لحزب الاستقلال، في الوقت الذي استنفذ محمد عامر برلماني حزب الاتحاد الاشتراكي لفاس الشمالية الذي شغل في السابق منصب وزير الجالية المغربية بالخارج ، (استنفذ) كل السبل ويفلح في ترشيح صهره محمد ياسر جوهر ..
الانتخابات التشريعية للسابع من أكتوبر التي يفصلنا عنها أقل من ثلاثة أسابيع تؤكد هذه الحيلة التي يركبها الساسة المغاربة للاستمرار في السلطة التشريعية ( البرلمان) و منها الاستمرار بالسلطة التنفيذية (الحكومة)،أو زرع واحد من الأسرة و العائلة فيه هاتين السلطتين .. ولعل نموذج ولاية فاس يكشف مستور لعبة التوريث السياسي، و يؤكد مقولة “أنا وأخي ضد ابن عمي ( في السياسة) ، و أنا و أخي وابن عمي ضد القبيلة أو العشيرة كلها ..”،و ذلك كله من أجل المصلحة الخاصة للأسرة والعائلة و ضدا على مصلحة الوطن و المواطنين. ويكفي التذكير ،هاهنا ،بما جرى و يجري، في هذه الولاية الكبرى العاصمة العلمية للمملكة، حيث سابق عبد الإله بنكيران الزمن لجعل “قريبه” ادريس الأزمي الإدريسي على رأس لائحة دائرة فاس الجنوبية، فيما صارع حميد شباط لوضع ابنه الأكبر نوفل شباط في أول المراتب للائحة الوطنية لحزب الاستقلال، في الوقت الذي استنفذ محمد عامر برلماني حزب الاتحاد الاشتراكي لفاس الشمالية الذي شغل في السابق منصب وزير الجالية المغربية بالخارج ، (استنفذ) كل السبل ويفلح في ترشيح صهره محمد ياسر جوهر ..
*التوريث السياسي دم يجري في عروق عائلات محددة
وظاهرة التوريث السياسي لدى “أهل فاس” وغيرهم تجري في الذم و العروق،اعتبارا لأن شبكات الأسر والعائلات الكبرى ظلت تفرّخ الأهم من أسماء النخب التي احتكرت المشهد السياسي للملكة مند عهد قديم، حيث يشهد التاريخ على وجود العديد من الأسماء المنحدرة من فاس، في مراكز القرار السياسي، بل يشهد على هيمنة غالبية ” التشكيلات” السياسية، سواء منها المتمثلة في الأحزاب أوفي السلطتين التشريعية والتنفيذية ، كما يشهد ( التاريخ)على أن حصة الأسد من هذه الهيمنة المتجذرة تعود إلى حزب الاستقلال، اقدم الأحزاب في المشهد السياسي المغربي.
ولا أحد ينكر أن مسالة التوريث السياسي في المغرب فرضت نفسها منذ أول حكومة لمغرب ما بعد الاستقلال، تقول الزميلة ” ليكومنيست”. و لا أحد يمكنه إغفال أن الحاج احمد بلافريج ، أول وزير للخارجية المغربية ، وهو الذي شغل منصب الوزير الأول في سنة1958 ،(إغفال) أنه ضم في تشكيلة حكومته امحمد الدويري الذي لم يكن سوى أحد أصهاره، وهو والد عادل الدويري الذي شغل منصب وزير السياحة ما بين 2002 و 2007، علما أن الصهر الثاني للحاج احمد بلافريج ليس سوى محمد اليازغي الذي حمل عدة حقائب وزارية في حكومة التناوب و ما بعدها. وما يقال عن بلافريج يقال عن عباس الفاسي صهر علال الفاسي، الأمين العام الأسبق لحزب الاستقلال و الذي تقلد لمرات عديدة مناصب وزارية و ديبلوماسية ( سفير) ،قبل أن يشغل منصب وزير أول ما بين 2007 و 2011، وهو الذي تمكن من ” وضع” صهره نزار البركة وزيرا للشؤون العامة و استمر وزيرا للاقتصاد و المالية في عهد حكومة البيجيدي، دون ان ننسى علي الفاسي الفهري حفيد علال الفاسي، الذي يشغل مدير المكتب الوطني للماء والكهرباء والذي هو زوج ياسمينة بادو، التي حملت حقيبة وزارة الصحة ما بين 2007 و 2011 في حكومة عباس الفاسي ، وهي الحقيبة الوزارية التي كان حملها سنوات من قبل، عبد الواحد الفاسي ،نجل الزعيم علال الفاسي ..
وظاهرة التوريث السياسي لدى “أهل فاس” وغيرهم تجري في الذم و العروق،اعتبارا لأن شبكات الأسر والعائلات الكبرى ظلت تفرّخ الأهم من أسماء النخب التي احتكرت المشهد السياسي للملكة مند عهد قديم، حيث يشهد التاريخ على وجود العديد من الأسماء المنحدرة من فاس، في مراكز القرار السياسي، بل يشهد على هيمنة غالبية ” التشكيلات” السياسية، سواء منها المتمثلة في الأحزاب أوفي السلطتين التشريعية والتنفيذية ، كما يشهد ( التاريخ)على أن حصة الأسد من هذه الهيمنة المتجذرة تعود إلى حزب الاستقلال، اقدم الأحزاب في المشهد السياسي المغربي.
ولا أحد ينكر أن مسالة التوريث السياسي في المغرب فرضت نفسها منذ أول حكومة لمغرب ما بعد الاستقلال، تقول الزميلة ” ليكومنيست”. و لا أحد يمكنه إغفال أن الحاج احمد بلافريج ، أول وزير للخارجية المغربية ، وهو الذي شغل منصب الوزير الأول في سنة1958 ،(إغفال) أنه ضم في تشكيلة حكومته امحمد الدويري الذي لم يكن سوى أحد أصهاره، وهو والد عادل الدويري الذي شغل منصب وزير السياحة ما بين 2002 و 2007، علما أن الصهر الثاني للحاج احمد بلافريج ليس سوى محمد اليازغي الذي حمل عدة حقائب وزارية في حكومة التناوب و ما بعدها. وما يقال عن بلافريج يقال عن عباس الفاسي صهر علال الفاسي، الأمين العام الأسبق لحزب الاستقلال و الذي تقلد لمرات عديدة مناصب وزارية و ديبلوماسية ( سفير) ،قبل أن يشغل منصب وزير أول ما بين 2007 و 2011، وهو الذي تمكن من ” وضع” صهره نزار البركة وزيرا للشؤون العامة و استمر وزيرا للاقتصاد و المالية في عهد حكومة البيجيدي، دون ان ننسى علي الفاسي الفهري حفيد علال الفاسي، الذي يشغل مدير المكتب الوطني للماء والكهرباء والذي هو زوج ياسمينة بادو، التي حملت حقيبة وزارة الصحة ما بين 2007 و 2011 في حكومة عباس الفاسي ، وهي الحقيبة الوزارية التي كان حملها سنوات من قبل، عبد الواحد الفاسي ،نجل الزعيم علال الفاسي ..
*نموذج عبد الإله بنكيران وحميد شباط و محمد عامر
يذكر التاريخ القريب،حسب المصدر المذكور أن حميد شباط في 2012،غداة انتخابه أمينا عاما لحزب الاستقلال بعد ثورته على عائلة ” الفاسي” التي امتشقت شعارا للتوريث مفاده “يابني، ستكون رجل سياسة”، وذلك في الوقت الذي كانت زوجته ، فاطمة طارق،المستشارة الجماعية بفاس، ما بين 2003 و 2016 ،سعت إلى أول ولاية برلمانية لها باسم اللائحة الوطنية لحزب الاستقلال .. وبالنسبة للانتخابات التشريعية للسابع من أكتوبر المقبل،وإذا كانت زوجة شباط لم تتقدم بترشيحها، فإن حميد شباط وكيل لائحة دائرة فاس الشمالية فرض أبنه الأكبر، نوفل شباط رئيس جماعة براحة بنواحي تازة منذ شتنبر الماضي (2015)، بموجب الانتخابات الجماعية مرشحا لهذه الانتخابات. و يوجد نوفل شباط ضمن لائحة الشباب بعد “طرد” محمد بوكيلي صهر عبد القادر الكيحل، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال. نضال شباط ،الإبن الأصغر لحميد شباط، بدوره، كان وكيلا للائحة الشباب قبل أن ينسحب فاسحا المجال لأخيه الأكبر نوفل.
” الاشتراكيون ” بدورهم ليسوا أقل استغلالا لمسالة التوريث السياسي في ولاية فاس، حيث عمل حزب الوردة على تعيين محمد ياسر جوهر وكيلا للائحة دائرة فاس الشمالية. و من يتحدث عن جوهر يذكر القرابة الوطيدة التي تجمعه بمحمد عامر الوزير السابق للجالية المغربية المقيمة بالخارج والبرلماني الحالي ، ذلك أن شقيقة جوهرماهي إلا زوجة الوزير السابق محمد عامر، و هي الشقيقة التي تشغل أيضا منصب سفيرة المغرب ببلجيكا منذ 2011.
الغريب في التوريث السياسي و تفعيل مبدأ قرابة الدم و المصاهرة، هو ما يجسده حزب المصباح ، أي العدالة و التنمية ،الذي خطط مليا لهذا التوريث، عبر العديد من اللوائح الانتخابية ، حيث تجد ترشيح الأبناء و الأشقاء و الأصهار و الأقارب من كل نوع في هذه اللائحة أو تلك.
فإدريس الأزمي الإدريسي، عمدة مدينة فاس ووزير الميزانية الذي أصبح يعتبر في هذا الوقت اقرب المقربين إلى عبد الإله بنكيران، تقول الزميلة ” ليكونوميست” ، ليملأ الفراغ الذي خلفه موت الوزير باها ، عمل البيجيدي على ترشيحه وكيلا للائحة الحزب في دائرة فاس الجنوبية. “المقرب” من “المقربين” من بنكيران ، له هو الآخر مكانته الكبرى في الانتخابات التشريعية للسابع من أكتوبر لدى البيجيدي، حيث تم ترشيح محمد الحارثي نائب عمدة فاس ( الأزمي) كنائب لوكيل الأزمي نفسه، في نفس الوقت تم ترشيح عمر الفاسي الذي يشغل بدوره نائبا للأزمي في منصب ” العمودية” وكيلا للائحة الانتخابية للحزب في إحدى الدوائر الانتخابية بفاس.. وإضافة إلى هؤلاء تعرف اللوائح الانتخابية لحزب المصباح في ولاية فاس، ترشيح فاطمة القنصوري زوجة رئيس دائرة المرينيين، دون أن ننسى ترشيح ماجدة بنعربية وكيلة اللائحة الوطنية لنساء العدالة والتنمية التي تشغل منصب المجلس الجهوي لفاس مكناس،حيث أن زوجها و أحد أصهارها يشغلان بدورهما منصبي مستشارين جماعيين..
” الاشتراكيون ” بدورهم ليسوا أقل استغلالا لمسالة التوريث السياسي في ولاية فاس، حيث عمل حزب الوردة على تعيين محمد ياسر جوهر وكيلا للائحة دائرة فاس الشمالية. و من يتحدث عن جوهر يذكر القرابة الوطيدة التي تجمعه بمحمد عامر الوزير السابق للجالية المغربية المقيمة بالخارج والبرلماني الحالي ، ذلك أن شقيقة جوهرماهي إلا زوجة الوزير السابق محمد عامر، و هي الشقيقة التي تشغل أيضا منصب سفيرة المغرب ببلجيكا منذ 2011.
الغريب في التوريث السياسي و تفعيل مبدأ قرابة الدم و المصاهرة، هو ما يجسده حزب المصباح ، أي العدالة و التنمية ،الذي خطط مليا لهذا التوريث، عبر العديد من اللوائح الانتخابية ، حيث تجد ترشيح الأبناء و الأشقاء و الأصهار و الأقارب من كل نوع في هذه اللائحة أو تلك.
فإدريس الأزمي الإدريسي، عمدة مدينة فاس ووزير الميزانية الذي أصبح يعتبر في هذا الوقت اقرب المقربين إلى عبد الإله بنكيران، تقول الزميلة ” ليكونوميست” ، ليملأ الفراغ الذي خلفه موت الوزير باها ، عمل البيجيدي على ترشيحه وكيلا للائحة الحزب في دائرة فاس الجنوبية. “المقرب” من “المقربين” من بنكيران ، له هو الآخر مكانته الكبرى في الانتخابات التشريعية للسابع من أكتوبر لدى البيجيدي، حيث تم ترشيح محمد الحارثي نائب عمدة فاس ( الأزمي) كنائب لوكيل الأزمي نفسه، في نفس الوقت تم ترشيح عمر الفاسي الذي يشغل بدوره نائبا للأزمي في منصب ” العمودية” وكيلا للائحة الانتخابية للحزب في إحدى الدوائر الانتخابية بفاس.. وإضافة إلى هؤلاء تعرف اللوائح الانتخابية لحزب المصباح في ولاية فاس، ترشيح فاطمة القنصوري زوجة رئيس دائرة المرينيين، دون أن ننسى ترشيح ماجدة بنعربية وكيلة اللائحة الوطنية لنساء العدالة والتنمية التي تشغل منصب المجلس الجهوي لفاس مكناس،حيث أن زوجها و أحد أصهارها يشغلان بدورهما منصبي مستشارين جماعيين..
المرجع : Annahar almaghribiya